هل أصبح العجيبي جليًا؟ داخل عالم Brain-Rot وLabubu

منوعات | برق السودان
في السنوات الأخيرة، اجتاحت الإنترنت ظواهر ثقافية غير تقليدية، كان أبرزها ما يُعرف بظاهرة Brain-Rot التي تصف الاستهلاك السريع واللامحدود للمحتوى العجيب والفوضوي. ومن بين أبرز رموز هذه الموجة الغريبة برزت دمية Labubu من شركة Pop Mart الصينية، والتي تحولت إلى أيقونة ثقافية جديدة تمثل هذا المزيج بين السريالية والبراءة الطفولية.
انتشرت صور ومقاطع فيديو لـ Labubu على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، لتصبح رمزًا للجيل الجديد الباحث عن هويته وسط فيضان من الميمز والرموز البصرية. وبينما يعتبرها البعض مجرد لعبة، يراها آخرون انعكاسًا للتحولات الاجتماعية والنفسية في عالم يسيطر عليه المحتوى الرقمي السريع.
جذور ظاهرة Brain-Rot: من الميم إلى الهوية
مصطلح Brain-Rot بدأ كمزحة على الإنترنت، يُستخدم للإشارة إلى إدمان متابعة محتوى غير منطقي أو غريب على المنصات الاجتماعية. لكن سرعان ما تحول إلى وصف لحالة ثقافية أوسع، حيث يبحث الشباب عن طرق للتعبير عن أنفسهم عبر التمسك بالصور والرموز العجيبة.
تُظهر هذه الظاهرة كيف يمكن للميمز والألعاب والرسوم البسيطة أن تصبح وسيلة للتعبير عن القلق والاضطراب، وحتى الملل من الثقافة التقليدية. إن حب شخصية مثل Labubu ليس مجرد إعجاب بكائن كرتوني، بل محاولة لإيجاد هوية بصرية مشتركة في عالم يبدو أكثر تجزؤًا من أي وقت مضى.
لعبة تحولت إلى رمز عالمي
ظهرت دمية Labubu لأول مرة ضمن مجموعة ألعاب Pop Mart، لكنها سرعان ما تجاوزت حدود كونها مجرد منتج تجاري. بفضل تصميمها الغريب—عينان واسعتان وابتسامة بين اللطف والرعب—جذبت جيلًا كاملًا يبحث عن ما يصفه البعض بـ”الجمال القبيح”.
على منصات مثل تيك توك، أصبحت مقاطع الفيديو التي تظهر Labubu وهي تُعرض أو تُعدل أو حتى تُستخدم في سياقات ساخرة، تحقق ملايين المشاهدات. وبهذا تحولت اللعبة إلى رمز للثقافة الشعبية الرقمية، بل وحتى وسيلة للتسويق التجاري عبر موجات الترند.
ما وراء العجيبي: ثقافة جديدة أم فوضى بصرية؟
يرى خبراء الثقافة أن انتشار Brain-Rot وLabubu هو انعكاس لمرحلة ما بعد الحداثة في الثقافة الرقمية، حيث لم يعد هناك “ذوق عام” موحد، بل أصبحت الأذواق تتشكل حول رموز لحظية وسريعة الزوال.
هذه الظاهرة تكشف عن حاجة الأجيال الجديدة إلى التواصل والهوية، حتى لو كان عبر محتوى “غريب” لا يفهمه الجيل الأكبر. وفي الوقت نفسه، تطرح تساؤلات حول مستقبل الذائقة الفنية وما إذا كنا أمام موجة عابرة أم تحوّل ثقافي عميق.
ظاهرة Brain-Rot وانتشار Labubu تعكس أكثر من مجرد موضة على الإنترنت؛ إنها مرآة للجيل الرقمي الباحث عن هويته وسط تدفق لا ينتهي من المحتوى. وبينما يراها البعض انحدارًا في الذوق العام، يعتبرها آخرون بداية لعصر جديد من الجماليات العجيبة التي تعيد تعريف الثقافة الشعبية.
ويبقى السؤال: هل سنرى ترسيخًا لهذه الثقافة أم أنها ستبقى مجرد “لحظة عابرة” في ذاكرة الإنترنت؟