هل يستخدم مرشد الإخوان المسلمين الجديد أموال الليبيين كمصدر للتمويل؟
صلاح عبدالحق من رجال التيار القطبي المتشدد داخل الجماعة الذين يؤمنون بجاهلية المجتمع واستخدام العنف للتغيير
الخرطوم | برق السودان
ضربت موجة انشقاقات جديدة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد اختيار صلاح عبدالحق، قائماً بأعمال مرشد التنظيم، خلفاً لإبراهيم منير، وهو ما يعد تعزيزاً للانقسام الموجود في الجماعة بين جبهتي لندن وإسطنبول.
صلاح عبدالحق، أحد منظري جماعة الإخوان المسلمين ومؤرخيهم ومسؤول ملف التربية فهو الرئيس الاسبق لجهاز التربية في التنظيم الإرهابي، سبق اتهامه في القضية رقم 34 عام 1965م، مع سيد قطب.
صلاح عبدالحق من رجال التيار القطبي المتشدد داخل الجماعة الذين يؤمنون بجاهلية المجتمع واستخدام العنف للتغيير
وتردد القائم بأعمال التنظيم في الآونة الأخيرة بداية من ديسمبر الماضي، بعد سلسلة من المداولات السرية داخل أروقة التنظيم، لتعين “عبدالحق” خليفةً لإبراهيم المنير، الذي وافته المنية، أوائل نوفمبر الماضي، كونها وصية المرشد التي إلتزم بها مجلس الشورى.
واستمرت المفاوضات طوال الأشهر الماضية في ظل تعنت من جبهة محمود حسين في إسطنبول، لأحقيته في قيادة الجماعة، مقابل إصرار جبهة لندن على طرده، إضافة إلى توقف الحكماء من أمثال محمد أحمد الراشد، الذي اعتزل الإخوان.
وتستند جبهة إسطنبول إلى نص المادة الخامسة في لائحة الإخوان، والتي تنص على أنه (في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد العام مهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد)، وهو ما ترفضه جبهة لندن التي كلفت القيادي محي الدين الزايط، في وقت سابق بإدارة أعمالها مؤقتاً، قبل قرارها تعيين صلاح عبدالحق، قائماً بالأعمال.
ولا يعرف الكثير عن صلاح عبدالحق، الطالب في كلية الطب جامعة عين شمس، كونه قليل الظهور، غير أنه من رجال التيار القطبي المتشدد داخل الجماعة، ورفيق جيل محمد بديع، المرشد العام ومحمود عزت، ومحمد البحيري، ومحمد عبدالمعطي الجزار، الذين يؤمنون بجاهلية المجتمع واستخدام العنف للتغيير.
وتلقي هذه الانشقاقات بتداعياتها على جذور التنظيم في ليبيا، على الرغم من محاولات الجماعة إبعاد الجبهة في طرابلس عن الصراع، كونه مصدراً للتمويل، ونقطة ارتكاز رئيسية في منطقة شمال أفريقيا، بعد انهيار التنظيم في مصر وتونس. وبالأصل تعاني جماعة الإخوان في ليبيا انشقاقات في بنيتها التنظيمية، على مستوى التنظيم السياسي، الذي بدأ بخروج الرئيس السابق لحزب العدالة والبناء، محمد صوان، وتشكيله حزباً جديداً، فضلاً عن لجوء الجماعة إلى الظهور بإسم جديد، حيث أعلنت الجماعة في 2 مايو 2021م، تحوّلها إلى جمعية توعوية، تحت اسم “الإحياء والتجديد”، وزعمت أنّها ستقتصر على العمل المجتمعي.
الصراعات تمزق «الإخوان» وتسرع وتيرة تفكك التنظيم
ويعد اختيار عبدالحق، انتصاراً للتيار القطبي في ليبيا، فهو المسيطر بالأساس على على الجماعة، ويتولى عماد البناني، رئاسة حزب العدالة والبناء الحالية، ما يعزز جبهته تجاه جبهة محمد صوان، الرئيس السابق.
والبناني، هو أحد أخطر قيادات الإخوان في ليبيا، يدعمه وراء دعمه كلّ من مفتي الإرهاب الصادق الغرياني، والقيادي علي الصلابي، وسبق أن ألقي القبض عليه عدة مرات، في فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأيضاً يساند حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، بينما يساند “صوان” حكومة فتحي باشاغا.