الأخبار

هل ينقذ الصمت الإعلامي لقوى الحرية والتغيير في السودان العملية السياسية

الخرطوم | برق السودان

أدانت نقابة الصحافيين السودانيين قرار قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) التي تخوض مباحثات مع القادة العسكريين لإنهاء الأزمة السياسية بالبلاد بـ”عدم الإدلاء بأي تصريحات حول تفاصيل المباحثات لوسائل الإعلام في الوقت الحالي”. وعبرت النقابة عن أسفها من القرار، واعتبرته مضرا بالعملية السياسية.

وأعلن المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف في مؤتمر صحافي رفضهم القاطع للدخول في تراشق إعلامي مع قادة الجيش، و”تشتيت انتباههم إلى أشياء جانبية تحيد بهم عن الهدف الرئيسي في تكوين السلطة المدنية وإخراج الجيش من العملية السياسية”.

وقال يوسف للصحافيين إن “البلاد تمر بوضع دقيق وحرج، ولذلك لن نكون جزءاً من أفعال أو ردود أفعال تؤثر على مسار العملية السياسية”. وأضاف “حتى اليوم كل الأطراف الموقعة ملتزمة بالاتفاق، والعملية السياسية تسير إلى الأمام، ولا أحد يريد أن يختبر نوايا الآخرين”، وتابع “سنكون إيجابيين”.

نقابة الصحافيين ترى أن حجب أي معلومات تتعلق بمصير البلاد عن الرأي العام، أمر مجافٍ للأخلاق والمبادئ التي تحكم التداول في الشأن العام

وبذات الحرص والهدوء أكدت قوى الحرية والتغيير في بيان “التزامها السياسي والأخلاقي بما اتفقت عليه الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري مع الأطراف غير الموقعة والمشاركة في هذا النقاش بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول تفاصيل المباحثات، ونجدد التزامنا في السياق ذاته للرأي العام وأجهزة الإعلام بأن تملك كل المعلومات والتفاصيل والحقائق كاملة غير منقوصة في الوقت المناسب كما اعتدنا عند تعاطينا مع القضايا المرتبطة بمستقبل وطننا ومصير شعبنا وآماله وتطلعاته المشروعة في دولة الحرية والسلام والعدالة”.

وقالت نقابة الصحافيين السودانيين إن “حجب أي معلومات تتعلق بمصير البلاد عن الرأي العام، أمر مجافٍ للأخلاق والمبادئ التي تحكم التداول في الشأن العام، ويتعارض مع حق أصيل من حقوق الإنسان، وينتهك مبدأ أساسيا من مبادئ حرية الحصول على المعلومات”.

نقابة الصحفيين السودانيين

وسبق أن توصلت قوى الحرية والتغيير إلى اتفاق “إطاري”، أي مبدئي، مع المؤسسة العسكرية يضع ضمانات لتشكيل حكومة مدنية بالكامل. وأوشكت القوى المؤيدة والممانعة للاتفاق الإطاري على إبرام إعلان سياسي يسرّع وتيرة المفاوضات الجارية لنقل السلطة إلى المدنيين.

وشدد بيان النقابة على أن حجب المعلومات يمثل بيئة خصبة لنشر الشائعات والمعلومات المضللة، في إشارة إلى شكوى التحالف من حملة ممنهجة تتضمن نشراً للشائعات والأخبار المضللة والكاذبة. وأهابت النقابة بالقوى السياسية تفعيل مبدأ الشفافية وتمليك المعلومات للرأي العام لقطع الطريق أمام التضليل الإعلامي وحرب الشائعات.

ويعمل الصحافيون في السودان في بيئة صعبة تنطوي على حجب مكثف للمعلومات.

انتخابات نقابة الصحفيين

وانتخب الصحافيون في أغسطس من العام الماضي أول نقابة مهنية بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحجب، بقيادة عبدالمنعم أبوإدريس. وانتقد مراقبون ما سمّوه “الصمت الغريب والمريب عن كل أنواع الكلام المباح في عُرفِ الساسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى