ولادة أول أطفال بفضل “الروبوتات والذكاء الاصطناعي” في تقنية التخصيب الصناعي

مكسيكو سيتي | برق السودان
في خطوة تُعد ثورة في عالم الطب والإنجاب، شهدت مدينة مكسيكو سيتي ولادة أول مجموعة من الأطفال عبر تقنية التخصيب الصناعي (IVF) المؤتمتة بالكامل، والتي اعتمدت على نظام روبوتي مدعوم بالذكاء الاصطناعي طورته شركة Conceivable Life Sciences. ووفقًا للتقارير، فقد وُلد حتى الآن حوالي 20 طفلاً بفضل هذه التقنية الفريدة، ما يفتح الباب أمام مستقبل جديد في مجال الخصوبة والطب الإنجابي.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
تعتمد هذه المنظومة الثورية على مزيج من الروبوتات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، حيث يتم تنفيذ معظم خطوات عملية التخصيب الصناعي — من معالجة البويضات والحيوانات المنوية، وحتى دمجها ومراقبة تطورها — بشكل شبه مستقل دون تدخل بشري مباشر.
الروبوتات مزودة بأنظمة رؤية حاسوبية دقيقة تراقب نمو الأجنة داخل المختبر، بينما يتكفل الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات الحيوية واقتراح القرارات الطبية الأكثر أمانًا وفعالية.
هذه الأتمتة تقلل من احتمالية الأخطاء البشرية، وتوفر وقت الأطباء والفرق الطبية، ما يتيح إمكانية إجراء المزيد من العمليات بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل على المدى الطويل.
ثورة في عالم الطب الإنجابي
يرى خبراء الصحة أن هذه الخطوة قد تغيّر قواعد اللعبة في علاج العقم عالميًا. فبينما كانت عمليات التخصيب الصناعي سابقًا معقدة ومكلفة وتحتاج إلى إشراف دقيق من مختصين، قد تسمح هذه التكنولوجيا بإتاحتها على نطاق أوسع وبأسعار أقل، خصوصًا في البلدان النامية التي تفتقر إلى مراكز متقدمة لعلاج الخصوبة.
ومع ذلك، أثارت التقنية جدلاً واسعًا بين الأوساط الطبية والأخلاقية. فهناك من يرى أنها قد تقلل من الدور البشري في واحدة من أكثر العمليات حساسية، بينما يعتبرها آخرون تطورًا طبيعيًا ينسجم مع تسارع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي.
في النهاية، يشير ظهور أول أطفال “روبوتيين” إلى أننا قد نكون على أعتاب عصر جديد في الطب الإنجابي، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا رئيسيًا في رحلة تكوين الأسرة.