منوعات

السودان عبر العصور: من الممالك النوبية إلى الدولة الحديثة

إرث حضاري ضارب في الجذور

بورتسودان | برق السودان 

قبل أن تُعرف الخرطوم كعاصمة، كان السودان موطنًا لإحدى أقدم الحضارات في العالم: الممالك النوبية، التي ازدهرت على ضفاف النيل منذ أكثر من 3000 عام.

في الشمال، تركت مملكة كوش بصمتها التاريخية بمدنها العريقة مثل نبتة ومروي، حيث الأهرامات الصغيرة التي تنافس أهرامات الجيزة في مصر بعددها وتفردها المعماري.

من العصور الوسطى إلى الحكم التركي المصري

مع دخول المسيحية إلى المنطقة، نشأت ممالك مسيحية قوية مثل نوباتيا والمقرة وعلوة، لكنها تراجعت مع انتشار الإسلام منذ القرن الرابع عشر، عبر التجارة والهجرات العربية.

في القرن التاسع عشر، دخل السودان تحت الحكم التركي المصري (1821-1885)، الذي جلب معه أنظمة إدارية جديدة، لكنه أثقل كاهل السكان بالضرائب والعمل القسري.

الدولة المهدية: استقلال بروح المقاومة

اندلع ثورة المهدي محمد أحمد عام 1881، والتي نجحت في طرد الحكم التركي المصري وإقامة الدولة المهدية (1885-1898)، التي تعتبر أول تجربة سودانية حديثة في الحكم الوطني، رغم ما واجهته من تحديات داخلية وخارجية.

الاستعمار الإنجليزي المصري والاستقلال

في عام 1898، سقطت الدولة المهدية ودخل السودان في فترة الحكم الثنائي الإنجليزي-المصري، التي استمرت حتى استقلال السودان في 1 يناير 1956.

خلال هذه الفترة، شهد السودان بناء خطوط السكك الحديدية وتطور الزراعة، لكنه ظل يعاني من التهميش وعدم المساواة بين أقاليمه.

الجمهورية الحديثة والتحديات

بعد الاستقلال، تعاقبت الحكومات المدنية والعسكرية، وتعددت الثورات الشعبية، أبرزها في 1964، 1985، و2018-2019.

ورغم الصراعات والحروب، لا يزال السودان يحتفظ بثرائه الثقافي وتنوعه البشري، ما يجعله بلدًا ذا إمكانات هائلة إذا ما تحقق الاستقرار السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى