«الكاف» يعيد رسم الخريطة الكروية: ما الذي يعنيه انتقال موريتانيا إلى شمال إفريقيا؟
أبعاد تنظيمية وتنافسية جديدة
الرباط | برق السودان
شكّل قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» بنقل موريتانيا رسميًا من منطقة غرب إفريقيا إلى منطقة شمال إفريقيا تحولًا لافتًا في الخارطة التنظيمية لكرة القدم بالقارة، بخطوة تتجاوز بعدها الجغرافي إلى أبعاد رياضية وتنافسية وسياسية رياضية أوسع.
أبعاد تنظيمية وتنافسية جديدة
يُتوقع أن يُحدث انتقال موريتانيا تغييرًا مباشرًا في طبيعة مشاركاتها القارية، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية. فالانضمام إلى منطقة شمال إفريقيا يضع الكرة الموريتانية في مواجهة مدارس كروية أكثر خبرة وتاريخًا، مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس، ما يرفع من سقف التحدي الفني ويعزز فرص التطور على المدى المتوسط والطويل.
كما أن هذا الانتقال قد يؤثر على مسارات التصفيات الإقليمية، وعدد المباريات، ومستوى الاحتكاك، خاصة في مسابقات الأندية مثل دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية.
خلفيات القرار وسياقه الإفريقي
يأتي هذا القرار في سياق إعادة ترتيب داخلية يشهدها «الكاف» منذ سنوات، تهدف إلى تقليل التداخل الجغرافي والتنظيمي بين المناطق، وتحقيق قدر أكبر من التوازن في المسابقات الإقليمية.
ويرى مراقبون أن موريتانيا، بحكم موقعها الجغرافي وثقافتها الكروية المتأثرة بشمال إفريقيا، كانت أقرب عمليًا إلى هذا المحيط، رغم تصنيفها السابق ضمن غرب القارة.
كما لا يمكن فصل القرار عن تنامي الحضور الإداري والرياضي الموريتاني داخل هياكل «الكاف» خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما منح نواكشوط هامشًا أوسع للمناورة والدفاع عن مصالحها التنظيمية.
مكاسب محتملة وتحديات قائمة
على مستوى المكاسب، قد تستفيد موريتانيا من:
ارتفاع المستوى الفني للمنافسات.
زيادة فرص الاحتكاك الإعلامي والجماهيري.
تعزيز فرص الاستثمار والرعاية الرياضية.
في المقابل، تواجه الكرة الموريتانية تحديات حقيقية، أبرزها:
صعوبة المنافسة في بيئة كروية أكثر ضغطًا.
الحاجة إلى تطوير البنية التحتية والتحكيم والحوكمة.
مخاطر التراجع في النتائج خلال المرحلة الانتقالية.
تأثيرات إقليمية أوسع
قد يفتح القرار الباب أمام مطالب مشابهة من اتحادات أخرى تسعى لإعادة تصنيفها الجغرافي داخل «الكاف»، ما يطرح أسئلة حول مستقبل التقسيمات الإقليمية التقليدية، وحدود الجغرافيا مقابل المصالح الرياضية.
قرار «الكاف» بنقل موريتانيا إلى منطقة شمال إفريقيا لا يُعد مجرد تعديل إداري، بل خطوة استراتيجية ستعيد تشكيل مسار الكرة الموريتانية وتضعها أمام اختبار حقيقي للقدرة على التطور والمنافسة في واحدة من أكثر مناطق القارة ازدحامًا وقوة.




