قطر تؤكد دعمها لوحدة وسيادة السودان وتدعو لمضاعفة الدعم الإنساني
موقف قطر الثابت من سيادة السودان ورفض التدخلات الخارجية

الخرطوم | برق السودان
جددت دولة قطر تأكيدها على موقفها الداعم لوحدة واستقلال السودان، مشددة على رفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية. جاء هذا الموقف في بيان ألقته المندوبة الدائمة لدولة قطر في جنيف، هند عبدالرحمن المفتاح، خلال اجتماع الإطلاق المشترك لخطة السودان للاحتياجات الإنسانية والاستجابة، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين لعام 2025.
وأوضحت قطر أن سياستها تجاه السودان تنبع من مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهي سياسة تنتهجها الدوحة في تعاملها مع الأزمات الإقليمية. كما أكدت حرصها على مواصلة التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده وتقديم المزيد من الدعم العاجل والتمويل الكافي لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان.
دور قطر في دعم السودان إنسانيًا وإغاثيًا
منذ اندلاع الأزمة السودانية، لعبت قطر دورًا بارزًا في تقديم المساعدات الإنسانية لدعم المتضررين. وأكدت هند المفتاح أن بلادها، انطلاقًا من واجبها الإنساني والأخوي، استمرت في تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب السوداني. كما أشارت إلى أن قطر شاركت في رعاية “المؤتمر رفيع المستوى لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة” في عام 2023، والذي شهد تعهدات دولية لدعم الاستجابة الإنسانية.

إلى جانب ذلك، قامت قطر بتسيير جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية للسودان، بما يشمل الأغذية والمستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى إجلاء عدد من حملة الإقامة القطرية من مناطق النزاع. وتؤكد هذه الخطوات التزام قطر بدعم الاستقرار في السودان بعيدًا عن الحسابات السياسية.
التحديات الإنسانية في السودان والحاجة إلى استجابة دولية
مع استمرار النزاع في السودان، تزداد التحديات الإنسانية التي تواجه ملايين السودانيين. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن عدد المحتاجين للمساعدات داخل السودان تجاوز 25 مليون شخص، في حين يعاني أكثر من 7 ملايين سوداني من النزوح الداخلي، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمات الأساسية.
وأشارت المندوبة القطرية في جنيف إلى أن الحلول الإنسانية تتطلب استجابة دولية أكثر شمولًا، ودعت المجتمع الدولي إلى توفير تمويل مستدام لخطة الاستجابة الإنسانية في السودان، فضلًا عن تقديم الدعم للدول المجاورة التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين.
يظل الدعم القطري للسودان، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو التعاون مع المنظمات الدولية، عاملًا مهمًا في تخفيف معاناة المدنيين. ومع تزايد تعقيدات الأزمة، سيكون لموقف قطر المتوازن دور في إبقاء المساعدات بعيدة عن التجاذبات السياسية، لكن السؤال يبقى: هل سيقتصر الدور القطري على الجانب الإنساني أم سيتطور ليشمل جهودًا دبلوماسية في المرحلة المقبلة؟