أحداث دامية متكررة حرق عشرات القرى بجنوب دارفور… مسؤولية من؟
الخرطوم | برق السودان
بين عشية وضحاها تنقلب الاوضاع بجنوب دارفور وتسيل أنهار الدم وارواح تزهق، احداث تسارعت وتيرتها، ووفقاً للانباء انها بدأت في مطلع ديسمبر كأحداث متفرقة، وتصاعدت وتيرتها مساء الاربعاء ٢٢ ديسمبر حينما اعتدى مسلحون على ركاب (تكتك) عائدون لقريتهم (أمورى)، وتم قتل المواطن (جلال حسن) وجرح آخر، وتجمع أهل القتيل والجريح فى فزع لمطاردة الجناة وقتل أحد المعتدين وجرح آخر. وهذه هى الشرارة التى وضعت الولاية فى مأزق، والسلطات قبيل ذلك تعلن استتباب الأمن والقضاء على التفلت والمجرمين، وتفيد الروايات بان مجموعة من الرعاة صباح الجمعة هجموا على قرية (أمورى) وتم حرقها وقتل أربعة مواطن وجرح ثلاثة، ليتواصل حرق القرى (حميضة سيموا وأم شطير) ونهب الممتلكات بقرية (أربعاء جميزة).
وفي صبيحة الجمعة الموافق 23 ديسمبر 2022م شنت مليشيات مسنودة هجوماً بربرياً ووحشياً على قرى العودة الطوعية لمحلية بليل (35كلم) شمال وشرق نيالا، مما أسفر عن قتل وجرح العشرات ونهب جميع الممتلكات من المواشي والمحاصيل الزراعية والاواني المنزلية وغيرها، وفر الناجون إلى كل من منطقة فاشا المحاصرة الآن ومعسكري كلمة ودريج للنازحين، وجاء فى البيان:
(بتاريخ 21 ديسمبر هجمت مجموعة من المسلحين الجمالة على مجموعة من شباب قرية اموري في طريق عودتهم من سوق ابو عضام وإطلاق وابل من الرصاص، واستشهد في الحال الشاب جلال حسين حساب وجرح آخرون، وتحرك الفزع متتبع الأثر، وتم القبض على واحد من الجناة وتسليمه لشرطة محلية بليل التي وصلت لرفع جثمان المرحوم، وكل هذه الأحداث حكومة جنوب دارفور على علم بها دون تحريك أية قوة لتأمين هذه القرى والموسم الزراعي.
وفي مساء الخميس تواترت انباء عن تجمعات لقوات قبلية في مستوطناتها داخل دار داجو واحتمالية استهداف قرى العودة الطوعية، فتم إبلاغ حكومة الولاية بهذا التهديد لكنها لم تحرك ساكناً، وفي صبيحة الجمعة 23 ديسمبر بدأت مناوشات الهجوم، وبدأ المعتدون الهجوم على الأبرياء بقرية أموري والقرى المجاورة بحرق الممتلكات والبيوتات ونهبها وقتل وجرح العشرات وبلغت تفاصيله الأولية (6) قتلى و (17) جريحاً و(23) مفقوداً ومفقودة). وعدد البيان القتلى ( 1/ السمبي/ ارباب ابكر محمد 63 سنة زعيم دمالج سلطنة الداجو 2/ الشيخ ضو البيت احمد بخيت 72 سنة 3/ الشيخ سليمان حسن أحمد 75 سنة 4/ عبد الحميد حامد عبد العزيز 5/ محمد عبد الله آدم 55 سنة 6/ الطفل/ ابكر احمد موسى 11 سنة حرق داخل المنزل). ووفقاً للبيان فإن حصيلة الجرحى ١٧ جريحاً بينهم الطفلة فاطمة حسن عبد الكريم (تسع سنوات) وحرق سبع قرى ونهبها.
في انتظار وزير الداخلية
وتجدر الاشارة الى أن الولاية تنتظر زيارة وزير الداخلية المكلف يوم الجمعة القادم، والولاية اليوم تشهد هذه الاحداث الدامية التى تؤكد أن الأمن بالاقليم عموماً وجنوب دارفور خاصة مازال خطيراً وهناك أحد عشر قتيلاً فى (٤٨) ساعة، وجرحى وقرى تم حرقها، وغياب كامل لحاكم وحكومة الإقليم، فكل ما يتم هو تطييب للخواطر دون الغوص فى لب وصلب المسببات، ودون ردع الجناة فى كل الأحداث التى سبقت، فهل يا ترى سيصل الوزير ام سيتم تأجيل الزيارة لوقت آخر؟
اقرأ ايضاً :