تقارير

اجتماع طارئ للحركة الإسلامية السودانية

ترتيبات للسيطرة على ردود الفعل بعد تغييرات عسكرية واسعة

الخرطوم – العمارات | برق السودان

قادت معلومات خاصة حصلت عليها برق السودان إلى كشف اجتماع طارئ ترأّسه القيادي الإسلامي أسامة عبدالله، في مكتب «سودان فاونديشن» بالعمارات نهار الإثنين، بمشاركة مسؤولين من مكاتب الجيش والشرطة وجهاز المخابرات، إلى جانب قادة كتائب مسلّحة محسوبة على الحركة الإسلامية.

وبحسب المصادر، شدّد أسامة، على «ضرورة ضبط العضوية واحتواء أي تفلتات» على خلفية تغييرات عسكرية راهنة وصراعات أجنحة داخل الحركة، مؤكداً أن «حزمة التغييرات ستطال الشرطة والمخابرات أيضاً، وهي في صالح الحركة»، وأنها «تتم بتوافق تحت مشاورات مع دول صديقة»، في خطوة قال إنها تهدف إلى «تفويت الفرصة على الإمارات الاي تستهدف الإخوان المسلمين وقوات الدعم السريع وتيار حمدوك المدني».

تفاصيل الاجتماع والجهات المشاركة

انعقد الاجتماع داخل مكتب «سودان فاونديشن» بالخرطوم (العمارات)، في يوم الإثنين 18/08/2025 نهاراً، وترأّسه أسامة عبدالله، حيث حضر مسؤولون أمنيّون من الجيش والشرطة وجهاز المخابرات، إضافة إلى قادة كتائب ميدانية مرتبطة بالحركة الإسلامية.

وفق إفادات مصادر حضرت الاجتماع، جرى استعراض سريع لخارطة التغييرات العسكرية المعلنة والمتوقعة، ثم نُوقشت آليات «تمريرها» على الأرض داخل منظومات الجيش والشرطة والأمن، وعلى مستوى القواعد التنظيمية للحركة. وطُلب من الحاضرين إيصال رسائل منضبطة إلى القواعد:

• أن التغييرات «مُتفَّق عليها» ضمن مشاورات مع «دول صديقة».

• أنها ستتوسع لتشمل جهازي الشرطة والمخابرات «خدمةً لمصلحة الحركة».

• ضرورة «ضبط الشارع التنظيمي» ومنع أي احتجاجات أو انقسامات علنية، مع تفعيل قنوات اتصال داخلية سريعة لمعالجة الاعتراضات.

كما ركّز النقاش على إنشاء غرف رصد واتصال لتقليل ارتباك الرسائل بين الأذرع العسكرية والأمنية والتنظيمية، وتنسيق الرواية الإعلامية لتصوير التعديلات بوصفها «إعادة تموضع محسوبة» لا تعكس صراع نفوذ، مع توزيع أدوار على ممثلين إعلاميين وقادة ميدانيين لتوحيد اللغة المستخدمة في البيانات والتصريحات.

أهداف التحركات والتداعيات المتوقعة

بحسب ما طُرح داخل الاجتماع، يرى قادة الاجتماع أن اللحظة الحرجة تتطلّب «تأمين مسار التغييرات» من الداخل قبل انعكاسها خارجياً. وتقوم الفكرة على ثلاث دوائر مترابطة:

1. الدائرة المؤسسية: تمرير التعديلات داخل الجيش والشرطة والمخابرات بأقل كلفة سلوكية—أي منع الاستقالات والتمردات الصامتة والتسريبات المُربكة—مع الحفاظ على تسلسل الأوامر وانسيابية التعيينات والنقل.

2. الدائرة التنظيمية: احتواء غضب أو قلق قواعد الحركة بسبب صراع الأجنحة؛ وتقديم التعديلات بوصفها «نتيجة مشاورات» تضمن توازناً مرحلياً بين مراكز النفوذ.

3. الدائرة الإقليمية/الإعلامية: تثبيت رواية أن الخطوات «تقطع الطريق» على خصوم ثلاثة—الإمارات، وقوات الدعم السريع، وتيار مدني محيط بـ عبد
الله حمدوك رئيس الوزاء السابق—عبر إظهار تماسك داخلي وتجانس مؤسسي، واستدعاء «غطاء تفاهمات مع دول صديقة».

القراءة الأولية للتداعيات تشير إلى ما يلي:

على مستوى مؤسسات إنفاذ القانون: توسيع التغيير ليشمل الشرطة والمخابرات يشي بمحاولة إمساك كامل بمفاصل القوة الصلبة والناعمة (الضبط اليومي، والتحريات، والتدفق المعلوماتي).

نجاح هذه الخطوة يتوقف على قدرة القيادة على ضمان ولاء خطوط القيادة الوسطى، التي غالباً ما تُحسم عندها الترتيبات في بيئات السيولة الأمنية.

على مستوى الحركة الإسلامية: الدعوة لضبط العضوية تكشف خشية حقيقية من انفلات رسائل القواعد أو ظهور «تيارات ظلّ» قد تُفسّر التغييرات كإقصاء داخل البيت الواحد. توحيد الخطاب وتكثيف التواصل يُقصد بهما نزع فتيل الشكوك قبل تحوّلها إلى انشقاقات.

على المستوى الإقليمي والسياسي: الإشارة إلى «مشاورات مع دول صديقة» تهدف لإضفاء شرعية خارجية وتثبيط مزاعم العزلة. لكنها في المقابل قد تفتح باب تساؤلات حول أثمان هذه التفاهمات، وأثرها على استقلالية القرار الأمني، علاوة على احتمال دفع الخصوم لتصعيد مضاد سياسي أو إعلامي.

ماذا تعني «السيطرة على التفلتات» عملياً؟

تعليمات انضباط داخلي: منع البيانات الفردية والمتناقضة، قصر التصريحات على متحدثين محددين، وتدوير الرسائل على قنوات مؤمنة.

تدابير ميدانية: توزيع وحدات انضباطية صغيرة في النقاط الحساسة لمنع أي حراك غير مُجاز داخل الوحدات، ومتابعة الضباط ذوي التأثير داخل الشرطة والمخابرات.

إدارة المعلومات: تشكيل خلية مشتركة لجمع المؤشرات المبكرة عن سخط أو خلافات، وربطها بالقرار التنفيذي (نقل/استبدال/احتواء) بسرعة.

حرب الروايات: إطلاق رزمة مواد إعلامية متزامنة (بيانات، مقابلات، تسريبات موجّهة) لإسناد السردية الرسمية حول «التوافق» و«المصلحة العامة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى