الأخبار

انشقاقات الحركات المسلحة ..حب للسلطة أم تأخر تنفيذ البنود؟!

الخرطوم | برق السودان

بحسب تصريحات صحفية اعلن أحد قطاعات تجمع قوى تحرير السودان بجنوب دارفور انسلاخه عن التجمع الذي يتكون من عدة فصائل من الحركات ويقوده عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، وقال المكتب العسكري لقطاع قريضة في بيان إن القطاع يعلن انسلاخه من قيادة الطاهرحجر والانضمام إلى قيادة جمال آدم الذي انسلخ عن التجمع هو الآخر في الرابع من يناير الحالي، وأوضح قائد القطاع محمد عيسى أن انضمامهم للقائد جمال آدم عبد الرحمن لثقتهم في قيادته للمرحلة القادمة وتمسكه بروح الثورة والعدالة القومية، وقال إنهم خاطبوا رئاسة الحركة في وقت سابق وجلسوا مع رئيس الحركة الطاهر حجر وطالبوا بإلإصلاح، لكن لم يجدوا استجابة.

وعن مسببات الانشقاقات اتفق عدد من المراقبين على أن الانشقاقات سمة اساسية من سمات الحركات المسلحة، اضافة الى عدم تنفيذ بنود إتفاق سلام جوبا.

عدم الصبر
وقالت الاكاديمية والمحللة السياسية د.سلمى يوسف ان الانشقاقات في الحركات المسلحة قد تكمن اسبابها في انه ليس هنالك قوة احتمال وصبر على المشاكل التي تحدث للحركات الثورية التي تضمهم، وربما هو داء حب التملك والسيطرة الذي يمثل سمة في معظم السودانيين، واشارت سلمى إلى انهم ساروا وقطعوا مشوارا طويلا بالحرب وليس من السهل ان يستسلموا للسلمية والنقاشات ويطولوا لها البال، موضحة انه لابد من الصبر، مستكنرة عدم الصبر خلال الفترة الانتقالية التي كانت لعامين، موضحة اننا ايضا لم نصبر على حكومة التكنوقراط التي اصبحت حكومة محاصصات حزبية وهي نفسها لم نصبر عليها حتى وصلت لوضعها الحالي الآن .

ليست بالأمر الجديد

ولفت الاكاديمي والمحلل السياسي محيي الدين محمد محيي الدين إلى ان الانقسامات في الحركات المسلحة ليست بالأمر الجديد، موضحا ان حدوثها يندرج تحت عدة اسباب، منها ان الاسباب التي توحدوا من اجلها اسباب محاولة الاحتجاج على وضع معين، وعندما تنتهي حالة الاحتجاج وتأتي مغانم السلطة يحصل الخلاف حولها، واضاف ان مسألة تأخر الترتيبات الأمنية له تأثيره على القادة الميدانيين، بينما قيادات الحركات المسلحة ينعمون بالمناصب الدستورية والسياسية، والذي من جانبه يؤثرعلى الاوضاع والمعنويات بشكل كبير جدا، وايضا الخلاف في التقديرات السياسية وقضية التسوية السياسية التي هي واحدة من القضايا التي ادت الى تطورهذا الخلاف في حركة حجر بشكل كبير جدا لان الخيار الذي ذهب له القبول بالاتفاق الاطاري يحدث هزة داخل هذه التنظيمات التي كل شخص يعتقد فيها ان له رأياً و دورا في عملية اتخاذ القرار .

تؤثر على التموضع
واشار محيي الدين الى ان هنالك عوامل اخرى ربما غير منظورة وحركة الانتقال بين التنظيمات المختلفة لتحقيق مصالح لمجموعات، وعندما يصبح التنظيم الواحد فيه عدد من القادة المصالح فيما بينهم تكون موزعة وهم في الميدان، وبعد ان تحقق مصالح لآخرين يصعدوا لسلم السلطة يكون هنالك رغبة عند آخرين في انهم يقسموا ويأتوا بنفس الآليات يتصعدون للمواقع العليا، وهذه المسألة معروفة و الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في عام 1992م عندما انفصل عنها فصيل الناصر ووقعوا اتفاقية سلام ثم عادوا مرة اخرى وخرجوا عن الاتفاقية واصبحوا فصيلا منفصلا ثم عادوا وانضموا للحركة الشعبية عندما عادت اتفاقية نيفاشا، وحصل الانقسام بعد ذلك عندما حدث انفصال الجنوب ولابد ان تكون الفكرة واضحة بان هذا ديدن الحركات المسلحة يحدث فيها تباين المواقف المختلفة والذي سيكون له دوره في اضعاف حركة الطاهر حجر بشكل كبير ،جدا خاصة وان دارفور عادت مرة أخرى تظهر فيها النعرات القبلية والصراعات المسلحة التي سيكون وضعها الميداني اضعف وقدرته على التأثير على ارض الواقع اضعف، وبالتالي سيضعون فيصلا من الفصائل الموقعة على الاتفاق الاطاري وربما سيؤثرعلى تموضعه في المرحلة القادمة لان هذه المجموعة ستذهب في محاولة انها تدير حوارا مع الحكومة يحقق لها هذه المكاسب و بالضرروة ستكون على حساب الفصائل التي انقسمت .

أبرز السمات

الصحفي والمحلل السياسي خالد الفكي يعتقد ان هنالك كثيراً من الاحداث ومستجداتها فيما يتعلق باتفاق جوبا وعدم تنفيذ بنوده و انزاله على ارض الواقع من الموقعين سواء أكان من حركات الكفاح المسلح او خلافه، تجعل كثيرين يغيرون آراءهم ويبدلون مواقفهم فيما يتسق مع رؤية جديدة ، كما يعتقد الفكي ان التشظي و الانقسامات هو سمة امتازت بها حركات دارفورالمسلحة منذ وقت بعيد،وربما كانت النواة الاولى الانشقاقات التي ضربت حركة تحريرالسودان بقيادة مناوي،والتي تشظت الى حركة مناوي وعبدالواحد، وبجانب حركات العدل والمساواة وخلافه من الحركات ، والتي وصلت في دارفور على حسب مراقبين اكثر من 90 حركة مسلحة وان كان بعضها غير معروف الاسم والشخصيات، وافاد ان الانقاسمات تبقى هي ابرز السمات التي تشهدها الحركات والتي قد تعود الى مكاسب شخصية واجندات خاصة بعيدا من الهدف الرئيسي المتعلق بمساعدة مواطن دارفور،والضغط على الحكومةالمركزية.

محاولة مكاسب

و ابان الفكي انه فيما يبدو ان الانقسامات الجديدة التي ضربت حركة الطاهرحجر تأتي في سياق محاولة المكاسب ومحاولة ايجاد موطئ قدم في السلطة القادمة اومحاولة ان تكون بضغط من صالح بعض الاطراف في الاقليم او الجماعات والكيانات الاثنية والقبلية، واوضح ان كل ذلك لن يساعد في تنمية واستقرار دارفور ولا يحقق لمواطنه شيئاً،وتبقى المصالح شخصية تتعلق بأولئك القادة الذين حتى الآن فشلوا في انزال مقررات بنود اتفاق جوبا على ارض الواقع خصوصا المتعلقة بشأن مفوضية الاراضي و المتعلقة بالنظر في قضايا اللاجئين و النازحين فضلا عن ذلك الفشل الكامل في وضع حد للترتيبات الأمنية وهيكلة الجيوش لتدمج في جيش واحد.

اقرأ ايضاً :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى