طبّاخ بن لادن وسائقه الخاص يرفع حاجب السرية.. التفاصيل الكاملة لحياة بن لادن وتنظيم القاعدة في السودان والتخطيط لمحاولة إغتيال حسني مبارك
طباخ بن لادن: أسباب فشل محاولة إغتيال الرئيس المصري مبارك بسبب تعطل مدفع الآربجي الذي توقف عن التشغيل فجأة دون أسباب
الخرطوم | برق السودان
من غير سابق إنذار وبدون مناسبة رمى تنظيم القاعدة بحجر في البركة الساكنة ودفع بحقائق ومعلومات كانت حتى وقت قريب سرية للغاية، حيث رفعت القاعدة حاجب السرية عن الأحداث والوقائع والمواقف خلال فترة وجود زعيمها ومؤسسها أسامة بن لادن، بالخرطوم معترفة بدورها في التخطيط لإغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، إنطلاقًا من الخرطوم، كاشفة معلومات جديدة وملابسات وتفاصيل الحادثة بكل دقة.
وأكد القيادي بتنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية إبراهيم القوصي، المعروف بخُبيب السوداني والذي عُرِف بأنه طبّاخ بن لادن وسائقه الخاص أن المرحلة الثانية في تاريخ تنظيم القاعدة كانت محطتها العاصمة السودانية “الخرطوم”، التي كانت تشكل نقطة إنطلاقة وساحة نشاط للجهاديين حول العالم، مضيفًا أنها بدأت منذ نهاية العام 1991م، بزيارة إستكشاف لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، للسودان بعد سيطرة نظام الجبهة الإسلامية القومية بزعامة حسن الترابي، على مقاليد الحكم بالسودان في العام 1989م، مؤكدًا أن بن لادن، تعرض لمحاولة إغتيال في بيشاور في ذات العام لكنه نجا منها بأعجوبة.
التخطيط لإغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك تم داخل السودان وبتنسيق مشترك بين القاعدة والجماعة الإسلامية المصرية
إبراهيم القوصي (خُبيب السوداني)
وقال القوصي، الذي أصدر كتابًا يعتبر المُؤَلف التوثيقي الأول الذي يعبّر عن الرؤية الداخلية لمجريات الأوضاع وتطوراتها في القاعدة وحمل الكتاب عنوان “شذرات من تاريخ القاعدة” – قال القوصي، إن الفترة من العام 1991م، وحتى العام 1996م، لحظة مغادرة بن لادن، للخرطوم شهدت تطورًا ملحوظًا للقاعدة وتوسعًا في أعمالها ومناشطها وإمتداداتها في المنطقة بعد تدفق ما يُعرف وقتها بـ(الأفغان العرب) للسودان ولحاقهم بـ بن لادن، الذي إستفاد منهم كأيدي عاملة في الخدمة بمشروعاته الإقتصادية وأعماله التجارية ونشاطه التجاري والإستثماري بالخرطوم في مجالات المحاصيل الزراعية والإنتاج الحيواني وتشييد الطرق والجسور والنقل والمواصلات فضلًا عن عمليات الإستيراد والتصدير وتصنيع الأسلحة.
وأكد القوصي، في كتابه أن بن لادن، حقق أرباحًا طائلة وزادت ثرواته وممتلكاته التي أدت لتقوية مركزه المالي وساعده ذلك في تنفيذ عددًا من برامج وخطط القاعدة المتصلة بإختراق بلدان القارة الإفريقية وبناء جبهة عالمية للجهاد يكون مقرها السودان وتمتد شرقًا لتغطي بلدان إريتريا وإثيوبيا وتتجه حتى الصومال وجيبوتي وكينيا ثم الحرب مع الجيش السوداني لتحرير جنوب السودان من الحركة الشعبية التي يقودها جون قرنق، وتمتد الجبهة حتى بلدان إفريقيا الوسطى وتشاد في وسط إفريقيا ثم وصولًا إلى الجزائر وتونس وليبيا في شمال القارة وأن مشروع بن لادن، الهدف منه ربط شبه الجزيرة العربية بالدول الإفريقية لتشكيل عالمية الجهاد ومقاتلة القوات الأجنبية وإستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة.
خُبيب السوداني !!
وكشف القوصي – خُبيب السوداني – في مذكراته التي تنشر لأول أسرار نادرة عن القاعدة مضيفًا أنه أتيحت له فرصة نادرة لمرافقة بن لادن، وأنه كان من المقربين له عدة سنوات وأكد القوصي، أن هذا الكتاب هو إمتداد لمذكرات وخلاصة عملية رصد لإصدارة له حملت عنوان “أيام مع الإمام – ذكريات خبيب السوداني مع أسامة بن لادن” وكذلك أيام من مذكراتي – سلسلة مقالات سجلت أحداثًا ومواقف خلال وجود بن لادن، بالخرطوم، وقال القوصي، في كتابه “شذرات من تاريخ القاعدة” إن القاعدة شهدت قفزات كبيرة وتطورًا نوعيًا فترة وجود بن لادن، بالسودان ومعه أمير جماعة الجهاد المصرية أيمن الظواهري، وأمير الجماعة الإسلامية رفاعي طه، وقائد الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الدوافع والأسباب التي جعلت بن لادن، يغادر أفغانستان للإستقرار والإقامة في السودان من بينها ضيق خيارات بن لادن، بعد نهاية مرحلة الجهاد الأفغاني جعلته يبحث عن وجهات وأمكنة أخرى بعد أن أصبح غير آمن وأن وجوده في باكستان التي إنتقل إليها من أفغانستان كان محفوفًا بالمخاطر والمهددات وتعرض لعملية إختطاف وغغتيال في بيشاور، كما أن السعودية إشترطت عليه السماح برجوعه إليها حال تخليه عن مشروعه وبرنامجه وهي التسوية التي رفضها بن لادن، وأكد القوصي، في كتابه أن من بين أسباب رحيل بن لادن، من أفغانستان بعد عملية تفكيك معسكرات المقاتلين والأفغان العرب هو إندلاع القتال المسلح بين الفصائل الأفغانية وإشتداد حدة الصراعات والنزاعات المسلحة فيما بينها الأمر الذي جعله يفكر في الإستقرار في منطقة آمنة ودولة أكثر إستقرارًا يستطيع من خلالها توسيع مشروعه المتمثل في تأسيس جبهة جهاد عالمية في المنطقة في مواجهة الوجود الأجنبي والأمريكي في عدد من بلدان العالم العربي والإفريقي فكانت الخرطوم هي القبلة التي إختار بن لادن، أن يتوجه إليها كمحطة جديدة وثانية.
رحلة إستكشافية سرية للخرطوم عبر طائرة خاصة
وأوضح القوصي، الذي كان يعمل وقتها محاسبًا في شركتي وادي العقيق والهجرة التابعتين لـ بن لادن، أن بن لادن، وصل للخرطوم أولًا في رحلة إستكشافية سرية تمت عبر طائرة خاصة قابل خلالها عددًا من المسؤولين في الحكومة السودانية، وقال القوصي، إن الطرفين إتفقا على عقد شراكة وتحالف إستراتيجي تم بموجبه منح بن لادن، وأنصاره حرية الإستقرار والإقامة وتأمين وجودهم بالخرطوم مقابل دعم بن لادن، للحكومة السودانية ماليًا وماديًا،ز
وأوضح إبراهيم القوصي، الذي كان يُكنى وسط مقاتلي القاعدة بـ(خبيب السوداني) أن الإنقاذ سمحت بتدفق ودخول الأفغان العرب ووجد بن لادن، فرصة نادرة لإعادة ترتيب صفوف مقاتليه وتجميع أنصاره من جديد بعد تفرقهم في عدد من البلدان بعد نهاية الحرب الأفغانية – السوفيتية، وأكد القوصي، أن أول مشروع بعد جلب بن لادن، لثرواته وأمواله للخرطوم هو تشييد وسفلتة طريق الدمازين – الكرمك بولاية النيل الأزرق بطول 120 كيلو مترًا وهدف المشروع لتسهيل نقل آليات ومعدات الجيش السوداني الذي كان يواجه حربًا شرسة من جانب الحركة الشعبية وقال القوصي، إن تشييد الطريق كان عبارة عن عربون صداقة أوّلي بين بن لادن، و”الإنقاذ”.
مهمة تسليح خلية إغتيال مبارك أسندت إلى طلحة السوداني الذي إستطاع نقل وإيصال مدافع الآربجي وبنادق الكلاشنكوف والعبوات الناسفة من الخرطوم سراً لأديس أبابا
إبراهيم القوصي (خُبيب السوداني)
وقال القوصي، إنه وبحلول العام 1992م، إكتملت حلقات وصول غالبية مقاتلي وعناصر القاعدة بالخرطوم وأن بن لادن، شرع في تأسيس عدد من الشركات الإستثمارية والإقتصادية للدخول للسوق السوداني والسيطرة على حركة النشاط الإقتصادي وذلك بهدف بناء مركز مالي قوي والإرتكاز على قاعدة إقتصادية توسع نشاطه الإستثماري والتجاري لتكون خطًا داعمًا لمشروعه الجهادي، وكشف القوصي، أن شركة الهجرة الهندسية كانت معنية بالعمل في مجال تشييد الطرق وبناء الجسور والمقاولات الإنشائية وشركة الثمار المباركة إنحصرت أعمالها في جانب الإستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني وشركة طابا للإستثمار إتجهت للعمل في مجالات الإستيراد والتصدير وشركة قدرات كانت تعمل في النقل والترحيلات والمجال اللوجستي، هذا فضلًا عن الشركة الأم التي كانت تسمى بشركة “وادي العقيق” وكان يقف على إدارة هذه الشركات إبراهيم العراقي، وقال القوصي، إن هذه الشركات إستوعبت غالبية العناصر المقاتلة للعمل كقوى عاملة.
وقال القوصي، إن بن لادن، إلى جانب إتخاذه لمقر خاص به عبارة عن بناية مكونة من ثلاثة طوابق بحي الرياض شرع في ذات الوقت لإستئجار العديد من المنازل لتكون سكنًا لأنصاره وتخصيص جزء منه للأسر وبيوت أخرى لغير المتزوجين هذا غير مواقع الشركات الموزعة في مناطق بشرق الخرطوم والعمارات وبالقرب من مطار الخرطوم.
تعرض بن لادن لخدعة من الحكومة السودانية بسبب (….)
ويمضي القوصي في كتابه مستعرضًا العديد من المواقف والأحداث التي اإرتبطت بالقاعدة وبـ بن لادن، أثناء وجوده بالخرطوم، وقال إن المشروع الثاني الذي تم تنفيذه في مجال الطرق عبر شركة الهجرة الهندسية هو تشييد طريق التحدي الذي يربط الخرطوم بعطبرة بطول 270 كيلو مترًا حيث بلغت تكلفة رصفه 30 مليون دولار، وقال القوصي، إن المشرف على هذه الأعمال مقاتل فلسطيني يدعى أبو معاذ السعدي، ويعدد القوصي، الإمتيازات التي مُنحت لمجموعة شركات تنظيم القاعدة بالسودان حيث إمتلكت شركة الثمار المباركة 100 ألف فدان تعادل 420 مليون متر بواقع 60 كيلو مترًا في 7 كيلو مترات بالنيل الأزرق وقرابة 700 ألف فدان مطلة على إمتداد دلتا القاش بولاية كسلا وإستحوذت شركة طابا وإحتكرت شراء وبيع المحاصيل الزراعية وتصدير المواشي والقطيع الحيواني.
وزارة المالية السودانية كانت لا تفي بإلتزاماتها وتعجز في بعض الأحيان عن سداد الديون ودفع العائدات لصالح شركات تنظيم القاعدة ولتغطية ذلك كانت تقوم بتسليم شركات بن لادن، سلعة السكر
إبراهيم القوصي (خُبيب السوداني)
لكن القوصي، إستدرك قائلًا إن أكبر مشكلة واجهت بن لادن، خلال وجوده بالخرطوم هي تدهور العملة السودانية وإنخفاض قيمتها مقابل الدولار، وقال القوصي، الذي كان يعمل وقتها محاسبًا بشركة وادي العقيق إن وزارة المالية السودانية كانت لا تفي بإلتزاماتها وتعجز في بعض الأحيان عن سداد الديون ودفع العائدات لصالح شركات تنظيم القاعدة نقدًا بالعملات الحرة حسب العقود الموقعة بين هذه الشركات ووزارة المالية السودانية وتعمل على تغطية ذلك من تسليم شركات بن لادن، سلعة السكر حيث تقوم شركة طابا التجارية بعملية تسويق هذه المنتجات ومن ثم تحويل المبالغ لصالح حسابات هذه الشركات أو من خلال شراء محصول السمسم وتصديره للخارج بهدف الحصول على العملات الأجنبية. وأوضح القوصي أن تعثر المالية السودانية دفعها لبيع مدبغة الجلود لشركة الهجرة بمبلغ 8 ملايين دولار، وقال إن بن لادن، تعرض لخدعة من الحكومة السودانية بسبب أن المبلغ المدفوع لشراء المدبغة كان كبيرًا للغاية نظرًا لأن سعر المدبغة أقل من ذلك بكثير.
هذه حكاية محاولة إغتيال بن لادن من قبل الخليفي بعد تنفيذه لمجزرة مسجد الشيخ أبوزيد بالثورة
وقال القوصي، في كتابه إن بن لادن، تعرض لمحاولة إغتيال خطط لها الخليفي، بعد تنفيذه لمجزرة مسجد الشيخ أبوزيد بالثورة في العام 1994م، وأكد القوصي، أن بن لادن، نجا من حادثة الإغتيال بسبب تأخره لعدة دقائق مع نجله الذي كان يناقشه حول سداد فاتورة كهرباء المنزل قبل أن يصل بن لادن، من منزله للمضيفة التي كان يكمن بالقرب منها الخليفي ومعاونوه، وقال القوصي، إن تأخير بن لادن، عن وصوله للمضيفة بدقائق أفشل خطة الإغتيال بعد فوات “ساعة الصفر” الأمر الذي دفع عناصر الخلية لإطلاق وابل من الرصاص عشوائيًا دون إصابة بن لادن.
وإستعرض القوصي، في كتابه التحديات والضغوط التي تعرضت لها الحكومة السودانية وقتها لإستضافتها لـ بن لادن، وللأفغان العرب وإعترف أن وجود عناصر الجهاد الأفغاني في الخرطوم تسبب في إحداث قطيعة وتوتر بين السودان ودول الجوار خاصة السعودية الغاضبة من إستقرار بن لادن، في الخرطوم، وقال القوصي، إن طائرة خاصة وصلت من السعودية كانت تقل والدة بن لادن، وشقيقه حطت بالخرطوم لإقناع بن لادن للعودة للسعودية وفق ضمانات وتعهدات غير أن أسامة بن لادن، إعتذر عن مغادرة الخرطوم. فيما أكد القوصي أن مصر ضغطت على حكومة البشير، لطرد الجماعات المصرية من السودان حيث توجد حركة الجهاد والجماعة الإسلامية فيما إعترضت إرتيريا على وجود حركة الجهاد الإسلامي الإرتري بالأراضي السودانية وإنطلاقة نشاطها العسكري المسلح من شرق السودان لإستهداف النظام الحاكم في أسمرا.
العقل المدبر لعملية إغتيال حسني مبارك تم تهريبه لإيران ليشارك فيما بعد في تفجيرات دار السلام ونيروبي
خلية اغتيال مبارك إستقرت عامين في إثيوبيا تمهيدًا لتنفيذ العملية
وكشف القوصي، أن مصر إتجهت للتحشيد العسكري بشمال البلاد ردًا على وجود الإسلاميين بالسودان وقامت بإحتلال مثلث حلايب شلاتين أبو رماد في ذلك الوقت. وأوضح القوصي، أن معمر القذافي، قدم دعمًا سخيًا لجون قرنق، في رسالة للخرطوم التي كانت تحتفظ بعناصر الجماعة الليبية المقاتلة إلّا أن القوصي، عاد وأكد أن التخطيط لإغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، تم داخل السودان وبتنسيق مشترك بين القاعدة والجماعة الإسلامية المصرية وأن مهمة تسليح الخلية أسندت إلى طلحة السوداني طارق محمد نور، الذي إستطاع نقل وإيصال مدافع الآربجي وبنادق الكلاشنكوف والعبوات الناسفة من الخرطوم سراً لأديس أبابا، مشيرًا إلى أن عناصر خلية إغتيال حسني مبارك، إستقرت عامين في إثيوبيا تمهيدًا لتنفيذ عملية الاغتيال أثناء وصول حسني مبارك، لمطار أديس أبابا للمشاركة في أعمال قمة منظمة الوحدة الإفريقية في العام 1995م، وأرجع القوصي، أسباب فشل محاولة إغتيال مبارك، إلى تعطل مدفع الآربجي الذي توقف عن التشغيل فجأة دون أسباب. فضلًا عن تعطل السيارة التي كانت تقل منفذي العملية رغم أنها سيارة جديدة وكانت جاهزة، مشيرًا إلى أن الخطة كانت تعتمد على مراقبة موكب حسني مبارك، من المطار وحتى داخل المدينة ثم إعتراض الموكب وتفجير سيارة مبارك بقنبلة ناسفة ثم ضربها بعد ذلك بالآربجي وإستخدام أسلحة الكلاشنكوف في الاشتباك مع طاقم حراسة حسني مبارك والأمن الإثيوبي.
وكشف القوصي، أن أحد منفذي العملية قتل خلال المواجهة المسلحة وتم القبض على عنصر آخر في الخلية بينما فرّ الرأس المدبر للعملية أحمد عبدالله، وهو منفذ تفجير سفارة واشنطن في دار السلام بتنزانيا في العام 1998م، وبعد وصوله للخرطوم أرسل إلى طهران لتخفيف الضغوط الخارجية على السودان. وقال القوصي، إن هذه الحادثة أدت لتوتر العلاقة بين الخرطوم وأديس أبابا.
وفي ذات السياق أماط القوصي اللثام عن بعض استراتيجية القاعدة لاستهداف سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام موضحًا أن بن لادن، إنتدب في العام 1997م، أبا محمد المصري، للقيام بهذه المهمة بالتعاون مع هارون فضل، المقيم بالخرطوم، وقال القوصي، إن أبا محمد المصري، وصل للسودان لتجهيز التمويل الكامل للعمليتين والتحضير المبكر بالتعاون مع “أبو طلحة السوداني” طارق محمد نور، حيث غادرت الخلية السودان متوجهةً نحو ممباسا، وقال القوصي، إن محاولة إغتيال حسني مبارك، شكلت ورقة ضغط من مصر والسعودية وأمريكا على حكومة الخرطوم التي إضطرت لترحيل بن لادن، إلى أفغانستان عبر طائرة خاصة رافقه خلالها – وفقًا – للقوصي كل من “أبو حفص الكمندان، أبو الوليد المصري – مصطفى حامد -، أبو محمد المصري، حمزة الزبير، عبد الرحيم اليمني – بو عمير الأنصاري -، أبو اليسر التونسي، بينما غادر أيمن الظواهري، ورفيقاه أبو الفرج المصري – سلامة أحمد مبروك – وهشام الحنّاوي، إلى الشيشان ليتم القبض عليهما في داغستان.
علي عثمان أبلغ بن لادن بأنه أصبح شخصية غير مرغوب في وجودها بالبلاد
وأماط القوصي، اللثام حول دور الشخصية المحورية في إبعاد بن لادن، من الأراضي السودانية، مؤكدًا أن علي عثمان محمد طه، هو الذي طلب من بن لادن، الخروج من السودان حينما زاره في مقر إقامته بحي الرياض بالخرطوم ليبلغه قرار الحكومة السودانية بمغادرته للبلاد، وقال القوصي، إن القرار شكل مفاجأة صادمة لـ بن لادن، الذي لم يتم إمهاله لترتيب أوضاعه ونقل ثرواته وأمواله والإطمئنان على مشروعاته الإقتصادية والإستثمارية. وقال القوصي، إن علي عثمان محمد طه، أكد لـ بن لادن إكتمال كل ترتيبات ترحيله من الخرطوم إلى حيدر أباد بأفغانستان حيث نزل ضيفًا هو ومرافقاه على رئيس الحزب الإسلامي بأفغانستان يونس خالص، قبل انتقال بن لادن إلى كهوف التورابورا فيما بعد.
وكشف القوصي، أن النواة الأولى للقتال في الصومال تم تكوينها في الخرطوم في العام 1992م، وذلك بعد وصول أمير الإتحاد الإسلامي حسن طاهر أُويس، وبرفقته حسن تركي، وقيادات من جبهة الأوغادين للسودان ومقابلتهم لـ بن لادن، حيث تم رسم إستراتيجية لبناء جبهة قتال جديدة في الصومال وفتح معسكرات التدريب في جبال الأوغادين بالتنسيق مع السعودي خالد الفواز، فيما تم إرسال صالح الجرو، وأبو مهدي العولقي، وأبو أحمد الراجي اليمني، وأبو الغيث الحُديدي، وأبو فيصل الرازجي، وسعيد باطرفي، وابن عمر الحضرمي، لفتح جبهة اليمن ومقاتلة الحزب الشيوعي في الجنوب وتنسيق العمليات العسكرية مع جبهة الصومال وحركة الجهاد الإسلامي الإريتري وجبهة تحرير الأوغادين، وأكد القوصي، في مذكراته أن بن لادن، كان مهمومًا باليمن ومتحمسًا لمقاتلة الشيوعيين في اليمن الجنوبي وبناء تشكيلات عسكرية ضاربة تكون لبنة لبناء وتشكيل إمارة إسلامية في اليمن.
القوصي يؤكد أن كتاب شذرات من تاريخ القاعدة تم بتوجيه مباشر من أيمن الظواهري
وعلى ذكر اليمن فإن مؤلف “شذرات من تاريخ القاعدة” إبراهيم القوصي، الذي كان ضمن سجناء القاعدة في معتقل غوانتانامو الحربي قد وصل لليمن في خواتيم العام 2014م، لينضم للقاعدة بشبه الجزيرة العربية ويكون جنبًا إلى جنب مع قائدها السابق ناصر الوحيشي، وقائدها الحالي خالد باطرفي، تنفذًا لوصية بن لادن، الذي كان يخطط لأن تكون اليمن هي منصة إنطلاقة أولي بعد محطة أفغانستان فالقوصي، لم يكن طبّاخًا وطاهيًا ولا سائقًا خاصًا لأسامة بن لادن، كما كان مطبوعًا في الأذهان فحسب لكنه أيضًا كان ساعده الأيمن وأحد المقربين له ومن ضمن دائرته التأمينية الضيقة وكاتم أسراره وهذا ما أكده القوصي، حينما قال إنه رافق بن لادن، لفترات طويلة وكان من المقربين له كما أظهر الكتاب التوثيقي “شذرات من تاريخ القاعدة” المنتشر هذه الأيام وسط أنصار ومقاتلي القاعدة إنه مصدر ثقة أمير القاعدة أيمن الظواهري، الذي كتب له توجيهًا وأمرًا خصّه فيه بتأليف كتاب عن القاعدة وذكرياته مع بن لادن، دون غيره من رموز التنظيم.