تقارير

عبد الحي يوسف يحذف منشوراً على الفيسبوك حول فتوى

عبد الحي يوسف تحت المجهر: علاقة متشابكة مع الإسلاميين وخلافاته مع البرهان

تقرير | برق السودان

في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في السودان، برز اسم الداعية عبد الحي يوسف، مجددًا كأحد الشخصيات الجدلية في المشهد العام. حذف الشيخ «الإخواني» عبد الحي يوسف، منشورًا على صفحته الرسمية في “فيسبوك” حول فتوى تتعلق بكيفية التكفير عن الإساءة إلى العلماء، مما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، ليعيد تسليط الضوء على تاريخه المثير للجدل وعلاقاته مع الإسلاميين، فضلاً عن خلافه المفتوح مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.

علاقة عبد الحي يوسف بالحركة الإسلامية

عبد الحي يوسف، يُعدّ من أبرز دعاة الإسلاميين في السودان، وله سجل حافل بالدفاع عن سياسات الحركة الإسلامية التي حكمت السودان لعقود طويلة. بالرغم من محاولاته المتكررة للظهور كعالم دين محايد، إلا أن مواقفه السياسية تدل بوضوح على انحيازه لجماعات الإسلاميين. كان يوسف، داعماً قوياً لنظام الرئيس السابق عمر البشير، ولم يتردد في استخدام منبره الديني لتبرير ممارسات النظام، حتى في أوقات اشتداد الانتقادات الشعبية.

علاوة على ذلك، كان لعبد الحي دورٌ في تعزيز الخطاب الإسلامي المتشدد الذي يرفض أي محاولات للإصلاح العلماني أو تعزيز الحريات العامة. هذا التوجه جعله في مواجهة مع قطاعات واسعة من الشعب السوداني التي تطالب بفصل الدين عن السياسة والحد من تدخل رجال الدين في شؤون الدولة.

عبد الحي يوسف تحت المجهر: علاقة متشابكة مع الإسلاميين وخلافاته مع البرهان
عبد الحي يوسف تحت المجهر: علاقة متشابكة مع الإسلاميين وخلافاته مع البرهان

خلافه مع البرهان ودلالاته

شهدت العلاقة بين عبد الحي يوسف، وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، تدهوراً ملحوظاً منذ الإطاحة بنظام البشير في عام 2019. يُعتقد أن يوسف، كان يعارض بشدة توجهات البرهان، التي وصفها بأنها منحازة للعلمانيين والمجتمع الدولي، ما وضعه في خلاف علني معه.

في خطب متعددة، انتقد عبد الحي، سياسات البرهان، متّهماً إياه بـ”الخضوع لأجندات خارجية” والسعي إلى “إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي”. ومع ذلك، يرى مراقبون أن يوسف لم يقدم بديلاً واضحاً أو عملياً يمكن أن يساهم في استقرار السودان، بل اكتفى بخطاب تحريضي يصب في مصلحة تعزيز الانقسام.

تناقضات عبد الحي بين الدين والسياسة

بينما يدّعي عبد الحي يوسف، أن مواقفه تنبع من مبادئ إسلامية، إلا أن تحركاته تشير إلى استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية. فبدلاً من العمل على توحيد الصفوف في بلد يعاني من أزمات متعددة، يركز يوسف على تعزيز الانقسامات وشيطنة خصومه السياسيين.

في ظل الظروف الراهنة، يواجه السودان تحديات كبيرة تتطلب جهوداً مخلصة من جميع الأطراف، لكن الدور الذي يلعبه دعاة مثل عبد الحي يوسف، قد يعقد الأمور بدلاً من حلها. هذا الواقع يثير تساؤلات حول جدوى استمرار الخلط بين الدين والسياسة في بلد يسعى إلى الخروج من أزماته المتراكمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى