من داخل منزل (الزعيم الأزهري) بدأ بالجالوص ومغلق حاليا
الخرطوم | برق السودان
تزامناً مع الذكرى الـ(67) للاستقلال المجيد زارت “الإنتباهة” منزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري بمدينة امدرمان وتجولت داخل البيت التاريخي ووقفت على أسراره وتعرفت على الاستعدادات للاحتفال بذكرى الاستقلال هذا العام التي ستكون مختلفة ولأول مرة دون مشاركة الأسرة فيها واستمعت لبعض ملامح حياة الزعيم وسيرته النضالية وأهم المحطات فيها من محمد الهادي وحفيده لؤي كرار .
تجهيزات المنزل
وبدا واضحاً من خلال الجولة أن تجهيزات المنزل للاستقلال هذا العام ستتأخر ولأول مرة نسبة لتأثره بالحريق وهجرة الأسرة بأكملها الى بريطانيا ففي العام السابق جاء حفيده لؤي ووقف على الاستعدادات ولكنه في هذا العام غادر البلاد قبل الذكرى بأسبوع وقال لؤي ان غياب والدته جلاء إسماعيل الأزهري رئيسة الحزب الوطني الاتحادي الموحد أثر في التجهيزات خلال السنين الأخيرة نسبة لإجرائها عملية جراحية بلندن بسبب إصابتها في الحريق الذي اندلع بالمنز مؤخراً كما أصيبت زوجته وابنته أيضاً في هذا الحريق الذي أكد لنا بأنه استهدف الجهة التي تسكن فيها الأسرة فقط.
جزء بالجالوص
وذكر لؤي أن المنزل به ثلاثة طوابق كما يوجد فيه جزء مبنياً بالجالوص مشيراً الى أن المنزل تم بشكله الحالي في ستينيات القرن الماضي كما يرجع تاريخ تأسيسه في الثلاثينيات عندما بدأ الزعيم بشراء كل المنازل المجاورة من الناحية الشمالية والجنوبية وكان الزعيم يسكن في الطابق العلوي وتمت بعض الزيادات فيه بعد زواج بناته.
مقتنياته وهداياه
وكشف لؤي الى أن كل مقتنيات الراحل موجودة بالقصر ومتحف القصر حتى السيارة التي كانت تنقله تم استرجاعها الى القصر اما المقتنيات الشخصية حتى نظارته كان يتركها بمعرض القصر وهناك بعض المقتنيات تم التحفظ عليها خوفاً من التلف أو الضياع خاصة بعد الحريق والسرقة التي تعرض لها المنزل.
أما الشهادات فيؤكد لؤي بأنها فقدت بعد انقلاب مايو عندما تم تفتيش المنزل وأضاف بعد التفتيش قال أحد الأفراد (الفي بيتي أحسن من الفي بيت الزعيم) كما أنهم لم يجدوا شيئاً أثناء التفتيش اما بالنسبة للأزياء تم أخذها من قبل محبيه بعد وفاته
واشار الى أن كل هدايا الراحل موجودة بالقصر كما أن الزعيم كان يقول وقتها (الهدايا الأدوني ليها دي أنا رئيس للدولة لذلك هي ملك للدولة وليست لي ).
شخصيات بارزة زارت المنزل
وذكر بأن الشخصيات البارزة التي زارت المنزل على المستوى العربي الملك فيصل والملك حسين ملك الأردن ورئيس الجزائر وعلى المستوى الأفريقي رئيس غانا وتنزانيا وزامبيا واثيوبيا والكنغو وأفريقيا الوسطى وليبيا ونيجيريا وقال لؤي لا توجد صور تذكارية بالمنزل مع هذه الشخصيات وأضاف (في حاجات مرقت من البيت وما رجعت وفي حاجات خارج البيت ).
صور خاصة
وأشار الى أنه لا توجد صور خاصة في المنزل الا واحدة اما بقية الصور كلها في دار الوثائق وقال الصور التي تصورها إدارة الدولة تكون موجودة في الدولة وأضاف خلال الثلاثين عاما الماضية (أي شي بخصو بنطلبوا ما بدونا ليهو وبعض الصور جبناها من بره).
وصرح كان الزعيم متواضعاً وليس لديه حرص شخصي وكان يرتدي (جلابية وسفنجة) ويجلس امام منزله ولديه (زير موية وشوال بلح) وعندما يأتي شخص لزيارته يظن أنه الحرس وكان يقوم باستقباله ويعطيه ماء وبلح كما كان يتجول بين الناس وعاش حياته طبيعيا.ً
محطات من حياة الزعيم
وتحدث لنا الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد محمد الهادي عن أبرز المحطات في حياة الزعيم حيث قال في العام 1919 سافر مترجماً لجده مع وفد زعماء السودان الى بريطانيا مهنئين الملك جورج بالانتصار في الحرب العالمية الأولى وعندما طلبوا منه إلقاء كلمة قال للملك جورج (جينا هنيناكم بانتصاركم ونتمنى أن تجوا تهنونا بخروج المستعمر من ديارنا).
كما قاد الإضراب الشهير بكلية غردون ومظاهرات المعهد العلمي أم درمان وفي العام 1927 درس الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت وكانت رسالته (0 ×0 = قيمة لا نهاية) وترأس معظم مجالس إدارات مؤتمرات الخريجين منذ نهاية الثلاثينيات وحتى الاستقلال.
حقق الحزب الوطني الأغلبية البرلمانية في 1954 كأول وآخر حزب ينال أغلبية برلمانية وقاد (جبهة الهيئات) في أكتوبر 1964 مع القوى السياسية والنقابات وفي العام 1955 ترأس وفد السودان في (باندونغ الفتية) لدول عدم الانحياز مع رؤساء (نهرو الهند تيتو يوغسلافيا مصر ورئيس وزراء الصين وقادة التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا).
حياة نضالية
كان الزعيم أول رئيس مجلس سيادة دائم في الفترة من العام 1966 وحتى 1969 أسس حزب الأشقاء الذي تكون مع عدة أحزاب اتحادية أخرى الى أن أعلن الحزب الوطني الاتحادي الموحد الذي حقق أغلبية في الانتخابات الأولى وشكل أول حكومة وطنية منفردة تصدر النضال السياسي لاستقلال السودان وقام بداية بالدعوة إلى الوحدة مع مصر ثم بعد ذلك طالب بالانفصال عنها وقام برفع علم الاستقلال فلقب بزعيم الاستقلال وفي العام 1955 أعلن الاستقلال من داخل البرلمان بإجماع نواب الشعب السوداني وتم الاحتفال بالاستقلال في العام 1956.
كما أن الأزهري هو حفيد الشيخ إسماعيل الولي مؤسس الطريقة الإسماعيلية في السودان.
الزعيم الأزهري لديه خمس بنات وولد واحد يسمى محمد الأزهري الذي توفي بحادث حركة أليم في العام2006.
ظلت حرمه بالدار الى أن انتقلت الى رحمة مولاها كما ظل ابنه محمد بالدار يقود منها العمل السياسي والنضالي طيلة عهد الإنقاذ ويقيم ذكرى الاستقلال سنوياً في الدار الى أن توفي.
أعتقل مع عدد من القيادات بعد انقلاب عبود وسجن في سجن (نواك شوط) بجوبا وبعد ثورة أكتوبر في العام 1964 وانتخابات 1965 اختير رئيس مجلس سيادة دائم وبعد انقلاب مايو تم التحفظ عليه في منزله ومن ثمة نقل الى سجن كوبر وعندما توفي شقيقه علي الأزهري تم السماح له بتشييعه وبعد ذلك أصيب بالحزن الذي تسبب له في ذبحة صدرية نقل إثرها الى مستشفى الخرطوم القسم الجنوبي ومكث ثلاثة أيام الى أن انتقلت روحه الى بارئها في 26 أغسطس من العام 1969.
وما بين التحفظ التنقلي من داره الى سجن وكوبر خلال شهرين انطوت صفحة مشرفة في تاريخ السودان والحركة الوطنية.
اقرأ ايضاً :