واشنطن تعيد تأكيد موقفها المؤيد للمغرب في نزاع الصحراء وتدعم جهود الأمم المتحدة

واشنطن | برق السودان 

في خطوة تؤكد التزام الولايات المتحدة بموقفها الثابت، جددت واشنطن، يوم الثلاثاء، دعمها القوي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. جاء هذا الموقف خلال مباحثات رسمية جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في العاصمة الأمريكية.

مخطط الحكم الذاتي المغربي: حل جاد وموثوق

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي أن الولايات المتحدة تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلاً “جاداً وموثوقاً وواقعياً” للنزاع المستمر حول الصحراء المغربية. هذا التصريح يعكس استمرارية الدعم الأمريكي للمبادرة المغربية التي تقدم بها المغرب عام 2007، والتي تعتبرها واشنطن وسيلة قابلة للتطبيق لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء وتؤكد على الحل السياسي

تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء المغربية، التي تعد من أطول النزاعات في إفريقيا. ويؤكد هذا الدعم الأمريكي أهمية الشراكة بين الرباط وواشنطن في مجال السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا.

دعم الجهود الأممية بقيادة ستافان دي ميستورا

بالإضافة إلى تأكيدها على دعم المبادرة المغربية، أعربت الولايات المتحدة والمغرب عن دعمهما للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا. ودعا الجانبان إلى تسريع الجهود المبذولة بقيادة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم للنزاع.

أوضح البيان الصادر عقب المباحثات أن الهدف الرئيسي هو تحقيق تقدم في العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة “دون أي تأخير”، مع التركيز على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي دائم يحفظ مصالح جميع الأطراف ويعزز الاستقرار في المنطقة. يعد هذا الدعم جزءاً من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية، بما يتماشى مع المبادئ الأممية.

الولايات المتحدة والمغرب: شراكة استراتيجية

تأتي هذه المباحثات ضمن إطار العلاقات القوية التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة، حيث يعتبر البلدان شريكين استراتيجيين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ويعكس الدعم الأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية عمق هذه العلاقة، التي تتضمن التعاون في مجالات الأمن، التنمية الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب.

على مر السنوات، شهدت العلاقات المغربية الأمريكية تطوراً كبيراً، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، في ديسمبر 2020. ويؤكد هذا التجديد للدعم على استمرار التحالف بين البلدين في القضايا ذات الأهمية المشتركة، وخصوصاً فيما يتعلق بتعزيز السلام والاستقرار في شمال وغرب إفريقيا.

العملية السياسية: الأمل في تسوية دائمة

في ظل استمرار النزاع حول الصحراء لعقود طويلة، تأتي التصريحات الأمريكية لتزيد من الزخم الدولي للتوصل إلى حل سياسي دائم. وتتمثل الخطوة التالية في تعزيز جهود الأمم المتحدة بقيادة دي ميستورا، بما يتيح فرصاً جديدة للتفاوض بين الأطراف المعنية.

من الواضح أن الولايات المتحدة ترى في مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساساً قوياً لتحقيق تسوية نهائية لهذا النزاع، وهو ما يعزز من دور واشنطن كشريك دبلوماسي رئيسي في دعم السلام في المنطقة.