برق السودان | تقرير خاص
ضجّت كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية يوم أمس بشريط فيديو يجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي جو بايدن، وهما يتحدّثان عن دور عربي مهم في إنتاج النفط.
وفي الفيديو قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن رئيس دولة الإمارات العربية، الشيخ محمد بن زايد، أبلغه أن السعودية ودولة الإمارات، وهما منتجان رئيسيان للنفط في أوبك، يمكنها بالكاد زيادة إنتاج الخام.
وسُمع ماكرون، وهو يقول للرئيس الأميركي، جو بايدن، على هامش قمة مجموعة الدول السبع الكبرى «أجريت اتصالاً هاتفياً مع محمد بن زايد».
الإمارات أظهرت مدى ما تتمتع به الدول الخليجية المنتجة للنفط من قوة وتأثير على السوق وبعثت برسالة إلى واشنطن لتذكيرها بأن عليها إيلاء مزيداً من الاهتمام بحلفائها القدامى
وقال ماكرون: «هوأبلغني شيئين. أنا عند (الطاقة الإنتاجية) القصوى. هذا هو ما يدعيه. ثم قال إن السعوديين يمكنهم زيادة الإنتاج بمقدار 150 (ألف برميل يومياً). ربما أكثر قليلاً لكنهم ليس لديهم قدرات ضخمة قبل مرور ستة أشهر».
يبدو بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ الإمارات أظهرت مدى ما تتمتع به الدول الخليجية المنتجة للنفط من قوة وتأثير على السوق وبعثت برسالة إلى واشنطن لتذكيرها بأن عليها إيلاء مزيداً من الاهتمام بحلفائها القدامى.
ويبدو أنّه لم يعد مقنعاً تجاهل واشنطن لـ «السعودية والإمارات»، وهما من كبار المنتجين في منظمة أوبك وتشعران بالاستياء من خيارات واشنطن مؤخراً.
ويبدو أنّنا أمام مرحلة جديدة عنوانها «مناشدات الولايات المتحدة لاستخدام فائض طاقتهما الإنتاجية لكبح أسعار الخام التي أفلتت من عقالها وباتت تهدد بركود عالمي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا».
من حيث السياسة، لا يبدو حديث ماكرون، أمام بايدن، وتسريبه عبر الإعلام محض صدفة، وإنما هو استعراض حقيقي مدعوماً بعامل قوة كبير لدى الإمارات والسعودية، والقول لبايدن «أنتم بحاجة لنا».
شكوى من السودان لمجلس الأمن وإستدعاء سفير إثيوبيا
ويسعى بايدن، إلى إقناع السعودية والإمارات بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر.
وتعتبر هذه الانتخابات حساسة بالنسبة للحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.
وأياً كانت النتيجة، سيشكّل لقاء بايدن، مع الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد، تغييراً في سياسته الدبلوماسية.
وقفزت أسعار خام برنت القياسي أكثر من دولارين متجاوزة 115 دولاراً للبرميل بفعل تلك الأنباء وسط شح في الإمدادات العالمية وتزايد الطلب.
ويُنظر إلى السعودية ودولة الإمارات على أنهما البلدان الوحيدان في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وفي العالم اللذان ما زال لديهما طاقة إنتاجية فائضة، وقد يساعدان في زيادة الإمدادات العالمية.
إعادة هيكلة للجيش وقوات أممية في السودان.. أهم نقاط الاتفاق الأمريكي السعودي مع البرهان
ويسعى الغرب إلى سبل لتقليل واردات النفط من روسيا لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
وتنتج السعودية حالياً حوالي 10.5 مليون برميل يومياً وتبلغ طاقتها الإنتاجية ما بين 12.0 مليوناً و12.5 مليون برميل يومياً، وهو ما سيسمح لها من الناحية النظرية بأن تزيد إنتاجها بمليوني برميل يومياً.
وتنتج الإمارات حوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً ولديها طاقة إنتاجية قدرها 3.4 مليون برميل يومياً، وتعمل على زيادتها إلى أربعة ملايين برميل يومياً.
وتبحث أوروبا عن سبل لإبدال ما يصل إلى مليوني برميل يومياً من الخام الروسي وحوالي مليوني برميل يومياً من المنتجات المكررة التي كانت تستوردها من روسيا قبل غزو أوكرانيا.
إقرأ المزيد