الرياضة

أسود الأطلس يعتلون القمة: المغرب يتوج بكأس أمم إفريقيا للناشئين لأول مرة في تاريخه

هذا الجيل لا يعرف المستحيل

الرباط | برق السودان

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، نجح منتخب المغرب للناشئين تحت 17 عامًا في الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا للناشئين، وذلك بعد تغلبه على نظيره المالي في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب البشير بمدينة المحمدية وسط المغرب. المباراة انتهت بالتعادل السلبي، قبل أن يحسمها المنتخب المغربي بركلات الترجيح بنتيجة 4-2، ليُسجل اسمه كعاشر منتخب يحرز هذا اللقب القاري.

مشوار البطولة ينتهي بلقب تاريخي

خاض المنتخب المغربي البطولة بثبات وتوازن، مقدماً عروضاً قوية على مدار مراحلها المختلفة، حيث تألق لاعبوه بشكل لافت، ونجحوا في فرض أنفسهم كمنافس حقيقي على اللقب منذ البداية. وفي المباراة النهائية، أظهر الفريق انضباطاً دفاعياً كبيراً، ونجح في احتواء الخطورة المالية طوال الشوطين.

رغم محاولات الفريقين في الوصول إلى الشباك، انتهى الوقت الأصلي بدون أهداف، ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح، التي كانت فيها الغلبة للمغاربة بفضل تألق حارس المرمى وثقة المسددين الأربعة: زياد باها، زاكاري الخلفيوي، أمين الوهابي، وإلياس بلمختار.

المغرب يدخل نادي الكبار في القارة

بهذا الإنجاز، بات منتخب المغرب عاشر فريق يتوج بلقب كأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة، لينضم إلى نخبة المنتخبات التي سبقته بالتتويج، وهي: نيجيريا، غانا، مالي، الكاميرون، السنغال، مصر، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، وجامبيا.

اللافت أن هذا التتويج جاء بعد عامين فقط من المواجهة المثيرة التي جمعت بين نفس الفريقين في نصف نهائي نسخة 2023، والتي حُسمت أيضاً بركلات الترجيح لصالح المغرب، في تكرار واضح لسيناريو الانتصار على مالي، مما يعكس تطور مستوى المنتخب المغربي في الفئات السنية ونجاح أكاديميته في إنتاج جيل واعد من اللاعبين.

أما منتخب مالي، فقد أخفق في تحقيق لقبه الثالث رغم تأهله للنهائي للمرة الرابعة في تاريخه، حيث كان قد تُوّج بالبطولة عامي 2015 و2017.

تصريحات المدرب: “هذا الجيل لا يعرف المستحيل”

عقب نهاية المباراة، أعرب مدرب المنتخب المغربي للناشئين، الإطار الوطني عبد السلام وادو، عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، قائلاً:

“لقد أثبت هذا الجيل أنه لا يعرف المستحيل. اللاعبون أظهروا نضجاً كبيراً، وصبرًا، وشجاعة في لحظات حاسمة. هذا اللقب ليس نهاية الطريق، بل بداية مشروع كبير لكرة القدم المغربية في الفئات الصغرى.”

وأضاف:

“أشكر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على دعمها، وأشكر الجماهير المغربية التي آزرتنا طيلة البطولة. الفوز اليوم لكل طفل يحلم بحمل قميص المنتخب الوطني يوماً ما.”

الإعلام المغربي يشيد بالنجاح ويطالب بالاستثمار

تصدرت عناوين الصحف والمواقع الرياضية المغربية هذا الحدث، ووصفت الإنجاز بأنه “خطوة استراتيجية في مشروع بناء منتخب المستقبل”، مشيرة إلى أن هذا التتويج يجب أن يتبعه دعم ممنهج للاعبين، وتوفير مسارات احترافية تليق بمواهبهم.

جريدة المنتخب كتبت:

“أسود الأطلس الصغار أثبتوا أن الكرة المغربية تسير على الطريق الصحيح. الأهم الآن هو عدم التفريط في هذه المجموعة الواعدة، وتأهيلها ذهنياً وبدنياً لتمثيل الوطن مستقبلاً.”

بينما قالت قناة الرياضية المغربية في تغطيتها الخاصة:

“هذا الانتصار ثمرة عمل طويل واستراتيجية واضحة، بدأت تظهر نتائجها، ويجب أن تتواصل وتُعمم على مختلف الفئات.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى