تقارير

هل تصبح تظاهرات الفولة بداية لإنهاء انتهاكات الجيش السوداني؟

تظاهرة في الفولة نددت بانتهاكات الجيش وأيدت العقوبات الأمريكية على البرهان

تقرير | برق السودان 

شهدت مدينة الفولة، حاضرة ولاية غرب كردفان، تظاهرة جماهيرية حاشدة نظمتها قوى مدنية وشبابية للتنديد بالانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي ارتكبها الجيش السوداني المختطف من قبل الحركة الإسلامية السودانية «الإخوان المسلمين» والمليشيات المتحالفة معه، خاصة في ولاية الجزيرة، وللتعبير عن تأييد القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض عقوبات على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.

تظاهرة الفولة نددت بانتهاكات الجيش وأيدت العقوبات الأمريكية على البرهان

أهداف التظاهرة

جاءت التظاهرة لتسليط الضوء على جرائم الحرب والانتهاكات واسعة النطاق التي يُتهم الجيش السوداني بارتكابها، بما في ذلك القصف الممنهج بالطائرات المسيرة والحربية على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، والاستهداف العرقي والإثني الذي تمارسه المليشيات التابعة له.

شعارات وهتافات المتظاهرين

رفع المتظاهرون لافتات تطالب بالعدالة الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، مرددين شعارات تندد بوحشية القصف الجوي واستهداف المدنيين العزل. كما أعلن المشاركون في التظاهرة دعمهم للعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، معتبرين إياها خطوة إيجابية نحو إنهاء الإفلات من العقاب.

مطالب المتظاهرين

طالب المتظاهرون المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني، وإرسال فرق تحقيق مستقلة لتوثيق الجرائم، مؤكدين رفضهم للاقتتال الداخلي الذي يغذيه الجيش والمليشيات المتحالفة معه. كما دعوا إلى:

1. وقف القصف الجوي: الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

2. إنهاء التمييز العرقي والإثني: الذي يُمارس ضد بعض المكونات المجتمعية.

3. إحالة المسؤولين عن الجرائم إلى المحاكم الدولية: لضمان محاسبتهم وتحقيق العدالة.

تأييد للعقوبات الدولية

أشاد المشاركون في التظاهرة بالقرارات الأمريكية الأخيرة بفرض عقوبات على البرهان، وأحمد عبدالله، وعدد من القيادات العسكرية الأخرى، معتبرين هذه الخطوة إشارة قوية لرفض المجتمع الدولي للممارسات القمعية والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون في السودان.

خلفية الانتهاكات

تشهد السودان منذ شهور أزمة إنسانية خانقة، نتيجة الاقتتال الداخلي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب تحالفات الجيش مع مليشيات إسلامية ومسلحة، الأمر الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، خاصة في مناطق النزاع مثل دارفور والنيل الأزرق. كما تفاقمت الأوضاع بسبب الاستهداف المنهجي لبعض المكونات المجتمعية على أسس عرقية وقبلية، ما اعتبره كثيرون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ردود فعل محلية ودولية

على الصعيد المحلي، تتصاعد دعوات القوى المدنية والشعبية لإنهاء الاقتتال وتوحيد الصف الوطني لمواجهة الأزمة الإنسانية. أما دوليًا، فقد بدأت بعض الدول والمؤسسات الدولية باتخاذ إجراءات عقابية ضد المسؤولين عن تلك الجرائم، في حين يطالب السودانيون بمزيد من الضغط الدولي لوقف الانتهاكات الجارية.

تعكس تظاهرة الفولة حالة الرفض الشعبي المتزايد للانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد الشعب السوداني. وبينما تتزايد المطالب المحلية والدولية بمحاسبة المسؤولين، يبقى الحل الجذري للأزمة رهينًا بإرادة سياسية حقيقية تضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار، وتنهي حقبة القمع والانتهاكات التي تعصف بالبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى