الإقتصاد

أزمة سيولة حادة تضرب مدينة كريمة بالولاية الشمالية: انعدام النقد حتى في البنوك

بورتسودان | برق السودان

تواجه مدينة كريمة، الواقعة في الولاية الشمالية بالسودان، أزمة سيولة حادة منذ عدة أيام، حيث أصبح النقد شبه معدوم حتى في البنوك، مما تسبب في صعوبات اقتصادية واجتماعية للمواطنين والتجار. تأتي هذه الأزمة في وقت حساس، وسط تدهور عام في الأوضاع الاقتصادية بالبلاد نتيجة للصراعات السياسية المستمرة.

نقص السيولة يعطل الحياة اليومية

الأزمة تسببت في تعطيل الحياة اليومية للسكان الذين باتوا عاجزين عن الوصول إلى أموالهم المودعة في البنوك. المواطنون يقفون لساعات طويلة أمام الصرافات الآلية والبنوك على أمل سحب بعض النقود، لكن دون جدوى. وشهدت المدينة ارتفاعًا في التوتر بين الأهالي نتيجة لهذه الأزمة، حيث أُجبر البعض على الاعتماد على طرق غير تقليدية للتعاملات التجارية مثل المقايضة أو التحويلات الرقمية التي قد تكون بطيئة أو غير متاحة للجميع بسبب ضعف البنية التحتية التكنولوجية.

كما تأثرت بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة مثل أصحاب الأعمال الصغيرة والبائعين المتجولين الذين يعتمدون بشكل كبير على النقد اليومي لتشغيل أعمالهم. الكثير منهم وجدوا أنفسهم مضطرين لإغلاق متاجرهم مؤقتًا أو تقليص نشاطاتهم بشكل حاد بسبب نقص السيولة.

تأثير الأزمة على الاقتصاد المحلي

الأزمة لم تقتصر على الأفراد فحسب، بل امتدت إلى الاقتصاد المحلي بشكل عام. التجار وأصحاب الأعمال الكبرى كذلك تأثروا بهذا النقص الحاد في السيولة، حيث لم يتمكن العديد منهم من دفع الرواتب أو شراء البضائع اللازمة لمواصلة العمل. وأصبحت العديد من المتاجر فارغة من المنتجات الأساسية بسبب عجز التجار عن استيراد السلع.

المحاولات التي تبذلها بعض المؤسسات الحكومية لحل الأزمة لم تأتِ حتى الآن بالنتائج المطلوبة، فيما يخشى البعض أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة في ظل عدم وجود بوادر لحل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.

مطالبات بالتدخل السريع

في ظل هذه الظروف، طالب العديد من المواطنين والتجار السلطات المحلية والحكومة المركزية بضرورة التدخل السريع لإنهاء الأزمة. البعض اقترح إدخال حلول مبتكرة مثل الاعتماد على الأنظمة المصرفية الرقمية بشكل أكثر فاعلية أو توفير سيولة نقدية كافية لتلبية احتياجات السكان.

من جانبها، أعلنت بعض المؤسسات المالية أنها تعمل على تعزيز التحويلات الرقمية كبديل عن التعاملات النقدية، لكن هذا الحل قد يستغرق بعض الوقت ليصبح فعالاً ويحتاج إلى بنية تحتية تقنية قوية. في غضون ذلك، يستمر المواطنون في مدينة كريمة بالتعامل مع الأزمة في ظل صعوبات يومية متزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى